الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة كلّ التفاصيل عن الراقي الشرعي الذي استنجد به المنتخب الجزائري في بعثته الى البرازيل

نشر في  08 جوان 2014  (12:02)

كشف إعلاميٌ جزائريٌ شهيرٌ في صفحته الرسمية عبر موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي تعيين أبومسلم بلحمر، الراقي الشرعي الجزائري، راقٍ شرعيا للمنتخب قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2014.

وكتب الإعلامي "والله ليست نكتةً. مصادرٌ رسميةٌ أكدت اليوم تعيين بلحمر راقٍ رسميا للفريق الوطني في مونديال البرازيل"

وأثار الشيخ بلحمر، والذي يدّعي العلاج بالرقية الشرعية، الكثير من الجدل حينما شوهد للمرة الأولى في معسكر المنتخب الجزائري في إيطاليا، والذي كان قد أعده رابح سعدان، المدير الفني للمنتخب آنذاك، تحضرا لمواجهة مصر في تصفيات كأس العالم 2010.
واكتشفت الجماهير الجزائرية حينها أن بلحمر كان قد تلقى دعوةً رسميةً من محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ليشغل منصب الراقي الشرعي للمنتخب، بعد أن سببت زيادة الإصابات بين لاعبي الأخضر حالةً من الشك في وجود أعمالٍ سحريةٍ تُمارس من قبل الجماهير المصرية لتأمين الانتصار.

واقتصرت مهام بلحمر في البداية على أن يسبق اللاعبين بالنزول من الطائرة والوصول إلى الفندق ليقوم برقية الغرف، والتفتيش بحثا عن الأعمال السحرية التي تستهدف محاربي الصحراء، ليُشاهد بعد ذلك جالسا على الدكة الاحتياطية بجانب الجهاز الفني للمنتخب.
وكانت هذه هي الشرارة التي انطلقت منها شهرة بلحمر، والذي أصبح وجها مألوفا في الصحف والفضائيات الجزائرية كالرجل الذي يحمي المنتخب من السحر والحسد، فقام بفتح مراكزٍ للرقية الشرعية، وانخرط في ممارساتٍ مثيرةٍ للجدل، مثل حقن الناس بمصلٍ يحتوي على ماءٍ مرقي.

ورغم النجاح في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، لم يرحب المعسكر الجزائري براقيه الشرعي في جنوب أفريقيا، لتُغلق الأبواب في وجهه بصورةٍ نهائية مع قدوم البوسني وحيد خليلوزيتش خلفا لرابح سعدان في 2011.

ولم يمض سوى عامين على قرار خليلوزيتش باستبعاد الراقي الشرعي بشكلٍ دائمٍ حتى وقع المدرب الجديد ضحيةً للانتقادات الشعبية، حيث راحت الجماهير الجزائرية تتساءل بعد الخروج الحزين من بطولة أمم أفريقيا 2013 عما إذا كان بلحمر يستطيع انقاذ المنتخب من هذا المصير، كما قد ساهم من قبل-بحسب اعتقادها-في وصوله إلى مونديال 2010.

إلا أن خليلوزيتش ظل مصمما على موقفه بالاستغناء عن الراقي الشرعي، لتأتي الصدمة المدوية للجماهير الجزائرية بعد أشهرٍ قليلةٍ من انتهاء البطولة القارية، حيث اتُهم بلحمر بالنصب والاحتيال، والممارسة غير الشرعية للمهن الطبية، وممارسة نشاطٍ مهني بدون رخصة، ليصدر عليه الحكم بقضاء عامٍ خلف القضبان.

وفيما كان من المتوقع أن تتلاشى شهرة الراقي الشرعي عقب سجنه أولا، واستبعاده من بعثة الأخضر ثانيا، إلا أن المدافعون عن علمه ونزاهته، والمطالبون بتواجده مع الأخضر، عادوا إلى الساحة.

وكان الصحفي ناصر بلقاسم قد كتب في 2013 مدافعا عن بلحمر بالقول أن الراقي الشرعي "أفضل مستوى تعليميا وثقافيا ودينيا من معظمنا، إذا لم نقل كلنا"، وذلك في مقالٍ نشرته صحيفة "الوطن" الجزائرية هاجم فيه بلقاسم من يسخرون من مهنة الشيخ وفاعليتها.

وعلى ما يبدو، لن يطل انتظار المؤمنين بقدرات بلحمر، مما يهدد بانقسام الشارع الجزائري للمرة الثانية بين مؤيدٍ لعودة بلحمر ومعارضٍ للتسلّح بـ"الشعوذة والدجل"، على حد تعبيرهم.

وظهرت بوادر الانقسام حينما أشار بعض المشجعين الجزائريين إلى أن اللاعبين المحليين هم من يُشاهدون في الصور بجانب الراقي الشرعي، فيما يبتعد عنه اللاعبون المولدون في الغرب، وذلك في تلميحٍ إلى أن اللاعبين المحليين أقل مناعةً من الخرافة.

ولم يتبيّن بعد ما إذا كان خليلوزيتش قد تراجع فعلا عن موقفه السابق من بلحمر مع تحقيق إنجاز التأهل، أم ما إذا كان قد تعرض لضغوطٍ كبيرة من الاتحاد الجزائري، ولكن من الواضح بأن الراقي الشرعي سيخلق صدعا قد لا يرأب في المعسكر الأخضر.